عدد من الركاب أصيبوا بالإغماء بسبب الخوف
2008-06-14
الخرطوم: إسماعيل ادم
نجا ركاب طائرة سودانية في رحلة داخلية من العاصمة الخرطوم إلى مدينة بورتسودان من تكرار كارثة طائرة الايرباص الثلاثاء الماضي، التي احترقت في مطار الخرطوم، مما أصاب ركابها بحالة من الذعر والخوف تحولت إلى حالات إغماء لدى بعض الركاب خاصة النساء، وهبطت طائرة الفوكرز المسماة «مروي» التابعة لشركة الخطوط الجوية السودانية وتحمل نحو 50 راكبا، بسلام في مطار الخرطوم ليلة الخميس بعد نصف ساعة من التحليق في سماء مدينة بورتسودان وجهتها الأولى، وإخفاقها في الهبوط بمطار المدينة بسبب سوء الاحوال الجوية، حسب احدى الروايات، وبسبب عطل فني في رواية أخرى.بينما قالت السلطات السودانية إنها عثرت على 5 ناجين من جملة 6 مفقودين في حادث طائرة الايرباص، ليرتفع عدد الناجين إلى 183، حسب تقرير رسمي والقتلى الى 30 شخص.
وفي الوقت الذي قال فيه مصدر مسؤول بمكتب شركة الخطوط السودانية ببورتسودان، إن كابتن الطائرة الفوكرز عاد إلى الخرطوم لمزيد من التحوط، وإجراءات السلامة، تباينت أقوال ركاب الطائرة الفوكزر، حول ملابسات المشكلات التي اعترضت الرحلة، حيث قال عدد من الركاب إن ما حدث خلف بعض حالات الإغماء وسط الركاب خاصة النساء، ساعد المضيفون في تخفيف حدته بالتوجيهات وبعض الإسعافات الأولية، وحطت الطائرة في حوالي العاشرة والنصف مساء بسلام في مطار الخرطوم.
وذكر احد ركاب الفوكرز ان اجراءات سفرهم الى بوتسودان عبر الفوكرز بدأت منذ الرابعة من عصر الخميس وصعد الركاب الطائرة في السادسة مساء، ولكن بعد عشرة دقائق لاحظت إحدى الراكبات مادة سائلة على جناح الطائرة فابلغت المضيف، بذلك وبعد ان تأكد المضيف من ذلك اخبر قائد الطائرة وتم الاعتذار من قبل المضيف، بان هناك عطلا فنيا بسيطا، وقال الراكب «اثر ذلك نزلنا من الطائرة وعدنا الى صالة الوصول مرة اخرى، وفي التاسعة مساء بدأت الرحلة من جديد، وبعد نصف الساعة من الإقلاع ابلغنا المضيف باننا سنعود إلى مطار الخرطوم لسوء الأحوال الجوية في بورتسودان، ولدى هبوطنا بسلام في مطار الخرطوم ابلغنا الكابتن بان هناك عطلا فنيا.
وذكر ركاب آخرون من ركاب الطائرة الفوكرز ان «الرحلة 208» تأجلت يوم الاربعاء إلى الخامسة من مساء الخميس بسبب حادثة طائرة الإيرباص، وقالوا: قبل اقلاعها بعشر دقائق تم إخلاؤها من الركاب وعددهم نحو 50 راكباً، بعد أن أغلقت أبوابها وهمت بالإقلاع، وأعيد ركابها الى الصالة وتحركت الطائرة في التاسعة إلا ربعاً مساء أمس بحسب بعض الركاب، لكن قائدها أعلن بعد مضي نحو 45 دقيقة ان سوء الأحوال الجوية سيضطرهم للعودة إلى مطار الخرطوم. وقال احد الناجين ان الطائرة تأهبت للإقلاع في 09:45 مساء الخميس في رحلتها المؤجلة من قبل إلى بورتسودان، ولكن حدث عطل في محركاتها المرة تلو المرة، مما ادخل الركاب في الخوف وهذا دفع قائد الطائرة الى ايقاف الطائرة مرة اخرى، وطلب من المسافرين الترجل عنها الى حين اصلاح العطب وسط تذمر الركاب.
واضاف وبعد اكثر من الساعتين اقلعت الطائرة بسلام ولكن بعد 35 دقيقة من الطيران وعندما وصلت الطائرة اجواء مدينة عطبرة شمال الخرطوم شعر الركاب باهتزازات عنيفة بجانب رائحة نفاذة يعتقد انها تسربت من اجهزة التكييف.
من النوافذ توقف المروحية في الجانب الايسر، ليخبرهم كابتن الطائرة بوجود أهوية وستضطرهم للعودة الى مطار الخرطوم مجددا، رغم ان الاجواء كانت تبدو صافية من الجو، واشار الناجي الى ان حالة الذعر عمت الطائرة وأصيب النساء بغيبوبة فقن منها باستخدام الأوكسجين.
وقال مسؤول في لجنة التحقيق في حادث طائرة الايرباص ان فرق المباحث توصلت الى 5 من مفقودي الطائرة المنكوبة احياء في منازلهم من جملة 6 مفقودين، واضاف ان عدد الناجين من كارثة الطائرة وصل الى 183 راكباً، استجوبتهم المباحث امس في اطار التحقيق. واضاف المسؤول ان 30 قتيلاً هم ضحايا الطائرة حتى الآن. وباشرت لجنة تحقيق اخرى من الطيران المدني عملها في الحادثة يعاونها 7 خبراء من شركة الايرباص المنتجة للطائرة قدموا من فرنسا. وقال اللواء ابوبكر جعفر مدير الهيئة العامة للطيران المدني في تصريحات، ان اللجنة عثرت على الصندوقين الأسودين للطائرة وسيتم ارسالهما الى فرنسا للفحص.
منقول من جريدة الشرق الاوسط
http://aawsat.com/details.asp?section=4&issueno=10791&article=474853&feature
